رئيسة الحكومة التونسية الجديدة.. مقربةٌ من الجزائر وذراع قيس سعيد لتنزيل مشاريع "اتحاد مغاربي" يستثني المغرب
أكد الرئيس التونسي قيس سعيد، مرة أخرى، سيره على نهج الجزائر، من خلال تعيين رئيسة الحكومة الجديدة سارة الزعفراني الزنزري، التي كانت وزيرة للتجهيز والإسكان والنقل، والتي أشرفت على العديد من المشاريع المشتركة التي تدخل في نطاق سعي البلدين لتشكيل "اتحاد مغاربي" يستثني المغرب.
وأصبحت الزعفراني سادس شخصية يُعينها سعيد على رأس الحكومة منذ توليه رئاسة البلاد في 2019، والتحقت بالحكومة منذ 2021 ضمن النسخة التي كانت ترأسها نجلاء بودن، كوزيرة للتجهيز والإسكان، وخلال الفترة ما بين مارس وغشت 2024 تولت أيضا قطاع النقل.
والملاحظ أن الزعفراني، البالغة من العمر 62 عاما، من الوجوه المُعمرة في منصبها الحكومي في عهد سعيد، منذ مدة تناهز 3 سنوات نصف، واستمرت في عهد 3 رؤساء للحكومة وهم نجلاء بودن وأحمد الحشاني وكمال المدوري، وخلال هذه الفترة كانت حلقة وصل رئيسية بين تونس والجزائر في العديد من المشاريع.
وفي غشت من سنة 2024، أشرفت الزعفراني، باعتبارها وزيرة مؤقتة للنقل، إلى جانب نظيرها الجزائري محمد الحبيب زهانة، على إطلاق خط القطار بين تونس والجزائر، وذلك بعد 30 عاما على توقفه، وحينها أعلنت عن إطلاق مجموعة من المشاريع وتوقيع العديد من الاتفاقيات في مجال النقل بين البلدين.
وأكدت الزعفراني على أن هذا المشروع يندرج في سياق التقارب الذي يعرفه البلدان، ويأتي ترجمة لرغبة الرئيسين قيس سعيد وعبد المجيد تبون، مشيرة إلى أن الهدف من إطلاق الخط المتوقف منذ 1994 اقتصادي أساسا، إلى جانب تعزيز العلاقات بين العائلات المقيمة على جانبي الحدود.
وفي دجنبر الماضي ذهبت الزعفراني إلى الجزائر للمشاركة في مجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب ومؤتمر الإسكان العربي، لكنها اجتمعت بشكل ثنائي، باعتبارها وزيرة للتجهيز والإسكان، مع وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية الجزائري لخضر رخروخ.
إثر ذلك قالت وزارتها إن الطرفين تباحثا سبل تعزيز التعاون والشراكة بين البلدين في مجال الأشغال العمومية والبنية التحتية للطرقات، من خلال إنجاز مشاريع كبرى لتطوير البنية التحتية والنقل والتنقل، متحدثا أيضا عن تشجيع المقاولات التونسية والجزائرية لإنجاز مشاريع كبرى بين البلدين وفي بلدان إفريقية أخرى.
ويقف كل من تبون وسعيد وراء مساعي تشكيل اتحاد مغاربي استُثني منه المغرب الذي تربطه بالبلدين علاقات متوترة مرتبطا أساسا بملف الصحراء، وفي أبريل من سنة 2024 استقبلا تونس لقاء تشاوري بهذا الشأن للرئيسين حضر أيضا رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي، لكن غاب عنه الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :